الدكتور أحمد سالم عويس
تعد الأنشطة التربوية كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات الإرتباط بالمواد الدراسية أو الجوانب الاجتماعية والبيئية ذات الاهتمامات الخاصة بالنواحي العملية أو العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية ومن الممكن وصفها بأنها جزء متكامل مع المنهج المدرسي يمارسه التلاميذ اختيارياً وبدافع ذاتي منهم لتناسب ميولهم وقدراتهم المختلفة وتشمل مجالات متعدده لإشباع حاجاتهم البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، ومن خلال الأنشطة التربوية يتمكن التلاميذ من إكتساب العديد من الخبرات، كل حسب مرحلة نموه.حيث تنمي جميع الجهود العقلية والحركية والنفسية والاجتماعية التي يقوم بها التلاميذ بفاعلية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم داخل الفصل وخارجه أثناء اليوم الدراسي، وتنبثق أهمية النشاط المدرسي من قيمته التربوية والتي تتضح من خلال ما يحققه من أهداف العملية التربوية. فهذه الأنشطة لها تأثيرها المباشر على العديد من سمات الشخصية لدى الطلاب وذلك نظراً لاستجابة تلك الأنشطة للعديد من ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم وتأثيرها على اتجاهاتهم. ولها آثارها الإيجابية على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وعلى سلوكيات التلاميذ بشكل خاص، واحترام الذات والرضا عن الحياة والعمل، وأثرها الايجابي على التحصيل الدراسي ، والشعور بالإنتماء للجماعة، اظهار روح التنافس المنظم والشريف بين الجماعات، والإهتمام بتحقيق نتائج ايجابية، وتحقيق الإستقرار النفسي، والأهداف التربوية خارج المدرسة كالتطبيق الفعلي للمعلومات والخبرات المستفادة من النشاط، والإستفادة من ايجابيات المشاركة في النشاطات المدرسية حسب نوعيتها مثل: تطبيق روح المواطنه الصالحة وخدمة المجتمع والقدرة على الخطابة والمواجهة من خلال النشاطات المسرحية والمعسكرات والرحلات وغيرها ، كما تلعب درواً اساسياً في حل مشكلات التلاميذ النفسية والاجتماعية والتربوية: فمن خلال النشاط من الممكن تشخيص المشاكل التي يعاني منها التلاميذ وبناءاً على ذلك يتم تحديد وسائل العلاج والتي من الممكن أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه. فمثلاً هناك بعض التلاميذ ممن يعانون من الخجل والانطواء والعزلة وغيرها ، بينما هناك تلاميذ يعانون من طاقة زائدة تؤدي الى كثرة الحركة، وغير ذلك الكثير من المشكلات. ولكن لكل حالة يجب اختيار النشاط المدرسي الملائم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته النفسية والاجتماعية والتربوية.
وفى الختام يجب التأكيد على دورها الرائد في صقل شخصية الطالب بحيث تصبح شخصية متعاونة وإيجابية وكذلك يمكن اكتشاف مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة وتنميتها، فالنشاط المدرسي يوفر المناخ المناسب لإكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها من خلال اتاحة الفرصة للبروز والابداع ومن ثم الرعاية وتهيئة البيئة المناسبة للطلاب من خلال النشاط المدرسي الذي يلبي احتياجاتهم وينمي قدراتهم ومواهبهم ، فهى مكمل تعليمي وتربوي فائق الأهمية.